السبت، 23 فبراير 2013

إعداد حاتم الفرائضي

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2007

مقدمــــــة الأستاذ محمد نصيف رحمه الله

مقدمــــــة الأستاذ محمد نصيف رحمه الله

لكتاب الخطوط العريضة التي قام عليها دين الأئمة الإثني عشرية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين.

وبعد: إن الدعوة التي قامت في السنوات الأخيرة للتقريب بين دين الشيعة الإمامية الإثني عشرية،

ومخالفيهم من أهل السنة، والزيدية والإباضية،

قد لفتت الأنظار إلى دراسة هذا الموضوع، دراسة علمية.

وقد قام الكاتب الإسلامي، السيد محب الدين الخطيب بهذه الدراسة

من أمهات كتب الشيعة لتحري وسائل التقريب فيها.

وقد تبين له استحالة ذلك،

لأن واضعي أسس الدين الشيعي لم يتركوا في أصولهم وسيلة لهذا التقريب بعد أن أقاموه على دعائم منافية
لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاء إليه أصحابه، وتركهم بعده على محجة واضحة منيرة لا
ينحرف عنها منحرف إلا هلك.

ولما كانت النقول التي وردت في هذه الدراسة مأخوذة من الكتب المعتمدة عند الطائفة الإمامية الاثني
عشرية، ومدلول عليها بأرقام صفحاتها، وبيان طبعات الكتب المأخوذة منها ولا يستطيع أن يماري فيها أحد،

لذلك رأينا أن نضعها أمام أنظار الناس ليحي من حي عن بينه ويهلك من هلك عن بينه

والله ولي المهتدين.

(محمد نصيف). جدة: 14 رجب 1380 = وقال الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله في مقدمة كتابه القيم


[[الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية ]]

مبينا استحالة التقريب بينهم وبين أصول الإسلام في جميع مذاهبه وفرقه

التقريب بين المذاهب والفرق الإسلامية:

التقريب بين المسلمين في تفكيرهم، واقتناعاتهم واتجاهاتهم وأهدافهم من أعظم مقاصد الإسلام ومن أهم
وسائل القوة والنهوض والإصلاح وهو من الخير لشعوبهم وجامعتهم في كل زمان ومكان.

والدعوة إلى هذا التقريب إذا كانت بريئة من الغرض،

ولا يترتب عليها في تفاصيلها ضرر يطغى على ما يرجى من نفعها، فإن على كل مسلم أن يستجيب لها، وأن
يتعاون مع المسلمين على إنجاحها.

وقد كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن هذه الدعوة

ثم تطور التأثر به وبها حتى بلغ الأزهر،

وهو أشهر وأضخم معهد ديني لأهل السنة المنتسبين إلى المذاهب الفقهية الأربعة،

فتبنى الأزهر فكرة التقريب هذه بأوسع من نطاقه الذي التزمه بلا انقطاع من أيام صلاح الدين الأيوبي إلى
الآن،

فخرج الأزهر عن ذلك النطاق إلى رغبته في التعرف إلى المذاهب الأخرى،

وفي طليعتها مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية،

ولا يزال الأزهر حتى هذه الساعة في بداية هذا الطريق.

لذلك كان هذا الموضوع الخطير جديرا بالبحث، والدراسة والعرض من كل مسلم له إلمام به، ووقوف على ما
يلابسه، وما يؤدي إليه من عوارض ونتائج.

ولما كانت المسائل الدينية بطبيعتها شائكة، فإن معالجتها ينبغي أن تكون بحكمة وبصيرة وسداد، وأن يكون
المتصدي لدراستها على بينه من دخائلها، وعلى نور من الله وإنصاف في التحري والحكم، لتؤدي هذه
المعالجة الغرض المطلوب منها، ولتنتج النتائج النافعة إن شاء الله.

وأول ما نلاحظه في هذا الأمر وفي كل أمر له علاقة بأكثر من طرف واحد

أن من أقوى أسباب نجاحه أن يكون هناك تجاوب بين الطرفين،

أو الأطراف ذات العلاقة به.

ونضرب بذلك مثلاً بمسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة:

فقد لوحظ أنه أنشأت لدعوة التقريب بينهما دار في مصر ينفق عليها من الميزانية الرسمية لدولة شيعية،

وهذه الدولة الشيعية الكريمة آثرتنا بهذه المكرمة

فاختصتنا بهذا السخاء الرسمي،

وضنت بمثله على نفسها

وعلى أبناء مذهبها،

فلم تسخ مثل هذا السخاء لإنشاء دار تقريب في طهران أو قم أو النجف أو جبل عامل أو غيرها من مراكز
الدعاية والنشر للمذهب الشيعي.(1)

وإن مراكز النشر هذه للدعاية الشيعية صدر عنها في السنين الأخيرة من الكتب التي نهدم فكرة التفاهم
والتقريب

ما تقشعر منه الأبدان،

ومن ذلك كتاب اسمه "الزهراء" في ثلاثة أجزاء نشره علماء النجف

وقالوا فيه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

إن كان مبتلى بداء لا يشفيه منه إلا ماء الرجال(!)

وقد رأى ذلك الأستاذ البشير الإبراهيمي، شيخ علماء الجزائر عند زيارته الأولى للعراق.

فالروح النجسة التي يصدر عنها مثل هذا الفجور المذهبي

هي أحوج إلى دعوة التقريب إلى حاجتنا نحن أهل السنة إلى مثل ذلك.

وإذا كان الافتراق الأساسي بيننا وبينهم قائماً على دعواهم أنهم أكثر منا ولاءً لأهل البيت،

وعلى دعواهم أنهم يبطنون -بل يظهرون- الحقد والضغينة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قام
الإسلام على أكتافهم إلى درجة أن يقولوا مثل هذا الكلام القذر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله
عنه،

فقد كان الإنصاف يقتضي أن يبدءوا هم بتخفيف أحنتهم وضغينتهم عن أئمة الإسلام الأولين.

وأن يشكروا لأهل السنة موقفهم النبيل من آل البيت وعدم تقصيرهم بشيء من واجبات الإجلال والتكريم لهم،
إلا أن يكون تقصيرنا نحو آل البيت في أننا لم نتخذهم آلهة نعبدهم مع الله،

كما هو مشاهد في مشاهدهم القائمة في الناحية الأخرى التي يراد التقريب بيننا وبينها.

إن التجاوب لابد منه بين الطرفين المراد تفاهمهما، والتقريب بينهما،

ولا يكون التجاوب إلا إذا التقى السالب بالموجب ولم يقتصر نشاط الدعوة إليه والعمل لتحقيقه على جهة
واحدة دون الأخرى كما هو حاصل الآن.

وما يقال عن انفراد التقريب بدار واحدة في عاصمة أهل السنة وهي مصر دون عواصم المذهب الشيعي،

ومراكز النشر النشيطة جداً للدعاية له والبغي على غيره يقال كذلك عن إدخال مادة هذا التقريب في مناهج
الدراسة الأزهرية قبل أن يكون لذلك مقابل، ومماثل في معاهد التدريس الشيعية.

أما إذا اقتصر الأمر كما هو واقع الآن -على طرف واحد من الطرفين- أو الأطراف ذات العلاقة به، فإنه لا
يرجى له النجاح، هذا إذا لم يترتب عليه رد فعل غير حميد.

ومن أتفه وسائل التعارف أن يبدأ منها بالفروع قبل الأصول!.

###

الحاشيــــة

(1)

وهذا الإيثار تكرر منهم في مختلف العصور،

والدعاة الذين يرسلونهم لمثل هذه الأغراض هم الذين تحولت بهم العراق من بلاد سنية فيها أقلية شيعية إلى
بلاد شيعية فيها أقلية سنية.

وفي عصر الجلال السيوطي حضر من إيران إلى مصر داعية من دعاتهم أشار إليه السيوطي في (الحاوي
للفتاوي) الطبعة المنيرية ج1 ص330

وبسبب ذلك الداعية الإيراني

ألَّف السيوطي رسالة سماها (مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة).

الفقه الإسلامي

الفقه الإسلامي

فالفقه عند أهل السنة وعند الشيعة لا يرجع إلى أصول مسلّمة عند الفريقين،

والتشريع الفقهي عند الأئمة الأربعة من أهل السنة

قائم على غير الأسس التي يقوم عليها التشريع الفقهي عند الشيعة،

وما لم يحصل التفاهم على هذه الأسس والأصول قبل الاشتغال بفروعها

وما لم يتم التجاوب في ذلك من الناحيتين، في المعاهد العلمية للطائفتين،

فلا فائدة من إضاعة الوقت في الفروع قبل الأصول،

ولا نعني بذلك أصول الفقه،

بل أصول الدين عند الفريقين من جذورها الأولى.

مسألة التقية

مسألة التقية

وأول موانع التجاوب الصادق بإخلاص بيننا، وبينهم ما يسمونه "التقية"

فإنها عقيدة دينية، تبيح لهم التظاهر لنا بغير ما يبطنون،

فينخدع سليم القلب منا بما يتظاهرون له به من رغبتهم في التفاهم والتقارب
وهم لا يريدون ذلك ولا يرضون به ولا يعملون له، إلا على أن يبقى من الطرف الواحد مع بقاء الطرف الآخر
في عزلته لا يتزحزح عنها قيد شعرة. ولو توصل ممثلوا دور التقية منهم إلى إقناعنا بأنهم خطوا نحونا بعض
الخطوات، فإن جمهور الشيعة كلهم من خاصة وعامة يبقى منفصلاً عن ممثلي هذه المهزلة، ولا يسلّم للذين
يتكلمون باسمه بأن لهم حق التكلم باسمه.

= الطعن في القرآن الكريم

وحتى القرآن الذي كان ينبغي أن يكون المرجع الجامع لنا، ولهم على التقارب نحو الوحدة، فإن أصول الدين
عندهم قائمة من جذورها على تأويل آياته، وصرف معانيها إلى غير ما فهمه منها الصحابة عن النبي صلى
الله عليه وسلم، وإلى غير ما فهمه منها أئمة الإسلام عن الجيل الذي نزل عليه القرآن. بل إن أحد كبار علماء
النجف، وهو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي -الذي بلغ من إجلالهم له عند وفاته سنة 1320
هـ أنهم دفنوه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف في إيوان حجرة بانوا العظمى، بنت السلطان الناصر لدين
الله، وهو ديوان الحجرة القبلية عن يمين الداخل إلى الصحن المرتضوي من باب القبلة في النجف بأقدس
البقاع عندهم- هذا العالم النجفي ألف في سنة 1292هـ وهو في النجف عند القبر المنسوب إلى الإمام علي
كتابا سماه: "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة
ومجتهديهم في مختلف العصور بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه. وقد طبع كتاب الطبرسي هذا في إيران
سنة 1298هـ وعند طبعه قامت حوله ضجة لأنهم كانوا يريدون أن يبقى التشكيك في صحة القرآن محصوراً
في خاصتهم ومتفرقا في مئات الكتب المعتبرة عندهم، وأن لا يجمع ذلك كله في كتاب واحد، تطبع منه ألوف
من النسخ، ويطلع عليه خصومهم، فيكون حجة عليهم ماثلة أمام أنظار الجميع، ولما أبدى عقلاؤهم هذه
الملاحظات خالفهم فيها مؤلفه وألف كتاباً آخر سماه "رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف
كتاب رب الأرباب" وقد كتب هذا الدفاع في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين، وقد كافئوه على هذا المجهود
في إثبات أن القرآن محرف، بأن دفنوه في ذلك المكان الممتاز من بناء المشهد العلوي في النجف. ومما
استشهد به هذا العالم النجفي على وقوع النقص من القرآن إيراده في الصفحة 180 من كتابه سورة تسميها
الشيعة (سورة الولاية) مذكور فيها ولاية علي "يا أيها الذين آمنوا بالنبي، والولي اللذين بعثناهما يهديانكم
إلى الصراط المستقيم...الخ" وقد اطلع الثقة المأمون الأستاذ محمد علي سعودي -الذي كان كبير خبراء
وزارة العدل بمصر، على مصحف إيراني مخطوط عند المستشرق براين. فنقل منه هذه السورة بالتلغراف،
وفوق سطورها العربية ترجمتها باللغة الإيرانية. وكما أثبتها الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات
تحريف كتاب رب الأرباب) فإنها ثابتة أيضاً في كتابهم (دبستان مذاهب) باللغة الإيرانية لمؤلفه محسن فاني
الكشميري، وهو مطبوع في إيران طبعات متعددة ونقل عنه هذه السورة المكذوبة على الله المستشرق نولدكه
في كتابه (تأريخ المصاحف) ج2 ص102 ونشرتها الجريدة الآسيوية الفرنسية سنة 1842 ص431-439. وكما استشهد العالم النجفي بسورة الآية على أن القرآن محرف، استشهد كذلك بما ورد في صفحة 289 من
كتاب (الكافي) طبعة سنة 1278 بإيران، وهو عندهم بمنزلة صحيح البخاري عند المسلمين فقد جاء بتلك
الصفحة من كتاب الكافي ما نصه:

روى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلام (أي أبوالحسن الثاني علي بن موسى الرضا المتوفى سنة 206) قال: "قلت له جعلت فداك إنا نسمع
الآيات في القرآن ليس هي كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟ فقال: لا اقرأوا كما
تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم"!!

ولا شك أن هذا الكلام قد اختلقته الشيعة على إمامها علي بن موسى الرضا ولكن معناه عندهم الفتوى بأنه لا
يأثم من قرأ القرآن كما يتعلمه الناس في المصحف العثماني، ثم إن الخاصة من الشيعة سيعلم بعضهم بعضاً
ما يخالف ذلك مما يزعمون أنه موجود أو كان موجوداً عند أئمتهم من أهل البيت.

والمقارنة بين هذا الكلام المزعوم الذي يسر به بعضهم إلى بعض ولا يجهرون به عملاً بعقيدة التقية(1)،
وبين ذلك القرآن المعلوم والشائع المرسوم في المصحف العثماني هي التي ألف حسين بن محمد تقي النوري
الطبرسي كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) للقيام بها، ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة
من كتاب النوري الطبرسي عملاً بعقيدة التقية،

فإن الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبرة، يثبت بها أنهم جازمون بالتحريف،
ومؤمنون به، ولكن لا يحبون أن تثور الضجة حول عقيدتهم هذه في القرآن. ويبقى بعد ذلك أن هناك قرآنين
أحدهما عام معلوم، والآخر خاص مكتوم، ومنه سورة "الولاية"، وهم بذلك يعلمون بالكلمة التي افتروها
على إمامهم علي بن الرضا "اقرأوا كما تعلمتم، فسيجيئكم من يعلمكم".

ومما تزعم الشيعة أنه أسقط من القرآن آية "وجعلنا عليا صهرك" زعموا أنها أسقطت من سورة "ألم
نشرح" وهم لا يخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن سورة "ألم نشرح" مكية، ولم يكن علي صهراً للنبي
صلى الله عليه وسلم بمكة، وإنما كان صهره الوحيد فيها العاص بن الربيع الأموي رضي الله عنه الذي أثنى
عليه صلوات الله عليه على منبر مسجده النبوي،

لما أراد علي رضي الله عنه أن يتزوج بنت أبي جهل على فاطمة فشكت ذلك فاطمة إلى أبيها صلوات الله
عليه، وإذا كان علي رضي الله عنه صهرا للنبي صلى الله عليه وسلم على إحدى بناته، فقد جعل الله عثمان
رضي الله عنه صهراً له على ابنتيه الاثنتين، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم لما توفيت الثانية: "لو كانت
لنا ثالثة لزوجناكها". ويزعم عالمهم أبومنصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (أحد مشايخ ابن شهر
آشوب المتوفى سنة 588هـ في كتابه الاحتجاج على أهل اللجاج) أن علياً قال لأحد الزنادقة -ولم يذكر اسمه-
: وأما ظهورك عليّ تناكر قوله تعالى (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء)
وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء، ولا كل النساء يتامى، فهو ما قدمت ذكره من إسقاط
المنافقين(2) من القرآن بين القول في اليتامى، وبين نكاح النساء من الخطاب. والقصص أكثر من ثلث
القرآن.

الحاشيــة
1
- من الأسماء الشائعة عندهم اسم "تقي" ومن ذلك والد النوري الطبرسي مؤلف (فصل الخطاب...)
وهم يأخذون هذا الاسم من "التقية" لا من التقوى،

فالأب الذي يسمي ابنه عند ولادته باسم "تقي"

يتفاءل له بأن يكون بارعاً في التقية،

وفي اعتقاد غير الذي يتظاهر به للمسلمين. 2- يريد أبو منصور الطبرسي بالمنافقين

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين جمعوا القرآن، وعمل به برسمه العثماني علي بن أبي طالب رضي الله عنه

في مدة خلافته.

فلو كان هذا الكلام المكذوب على لسان علي في كتاب "الاحتجاج على أهل اللجاج"

صادراً عن علي رضي الله عنه حقاً لكان منه خيانة للإسلام أن يكون عنده ثلث ضائع من القرآن،

ولا يظهر ولا يعمل به ولا يأمر الناس بتداوله في مدة خلافته على الأقل

وليس هناك أي مانع يمنعه من ذلك

فكتمانه لهذا المقدار من القرآن راضياً مختاراً النفاق،

لو صح أنه هو قائل هذا الهراء ومن هذا تعلم أن أبامنصور الطبرسي مؤلف كتاب "الاحتجاج"

يسب بكتابه هذا علياً نفسه،

وينسبه إلى الخيانة، والكفر قبل أن يسب أصحاب رسول الله وينسبهم إلى النفاق. كذبهم حتى على علي رضي الله عنه

وهذا من كذبهم على علي رضي الله عنه،

بدليل أنه لم يعلن في مدة خلافته على المسلمين هذا الثلث الساقط
من القرآن في هذا الموضع منه،

ولم يأمر المسلمين بإثباته والاهتداء بهديه والعمل بأحكامه.

(وانظر أيضا الموضوع السابق -الطعن في القرآن الكريم-

الفقرة الأخيرة وحاشيتها)

فرحة المبشِّرِين

فرحة المبشِّرِين

وعند ظهور كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)
وانتشاره في الأوساط الشيعية وغيرها

في إيران، والنجف والبلاد الأخرى قبل بضع وثمانين سنة

-وهو مشحون بالعشرات والمئات من أمثال هذه
الأكاذيب على الله وصفوة خلقه –

استبشر به المبشرون من أعداء الإسلام،

وترجموه بلغاتهم.

ذكر ذلك محمد مهدي الأصفهاني الكاظمي في الجزء الثاني ص90 من كتابه (أحسن الوديعة)

وهو ذيل على كتابهم (روضات الجنات).

وهنالك نصّان صريحان في بخاريهم الذي يسمى (الكافي) للكليني

الأول منها في الصفحة 54 من طبعة سنة 1278 بإيران،

وهو:

"عن جابر الجعفي

قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام

يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله، كما أنزل إلا كذاب،

وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده".
وكل شيعي يقرأ كتاب الكافي هذا،

الذي هو عندهم بمنزلة صحيح البخاري عندنا، يؤمن بهذا النص،

أما نحن أهل السنة

فنقول:

(إن الشيعة كذبوا ذلك على الباقر رحمه الله،

بدليل أن علياً رضي الله عنه لم يكن يعمل في مدة خلافته وهو بالكوفة إلا بالمصحف الذي أنعم الله على أخيه عثمان رضي الله عنه

بِجَمْعِه وإذاعته في الأمصار،

وتعميم العمل به في جميع الأعصار إلى الآن،

وإلى يوم القيامة،

ولو كان عند علي مصحف غيره

- وهو خليفة حاكم لا ينازعه أحد في نطاق حكمه –


لعمل به، ولأمر المسلمين بتعميمه والعمل به

ولو أنه كان عنده غيره، وكتمه عن المسلمين، لكان خائنا لله، ورسوله، والدين الإسلامي.

##

وجابر الجعفي الذي يزعم أنه سمع تلك الكلمة الآثمة من الإمام أبي جعفر محمد الباقر

وإن كان موثوقا عندهم

فهو معروف عند أئمة المسلمين بالكذب،

قال أبو يحي الحماني:

سمعت أبا حنيفة

يقول:

ما رأيت فيمن رأيت أفضل من عطاء ولا أكذب من جابر الجعفي.

وأكذب من هذا النص الأول في كتاب (الكافي) عن أبي جعفر،

النص الثاني المكذوب على ابنه جعفر الصادق،

وهو في بخاريهم (الكافي) أيضاً صفحة 57 طبعة سنة 1278 بإيران

وهو:

"عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبدالله..إلى أن قال أبو عبدالله (أي جعفر الصادق):

وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام...

قال:

قلت وما مصحف فاطمة؟

قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد".!

هذه النصوص الشيعية المكذوبة على أئمة أهل البيت قديمة العهد

وقد سجلها محمد بن يعقوب الكليني الرازي في كتابه (الكافي)

قبل أكثر من ألف سنة،

وهي أقدم منه لأنه يرويها عن أسلافه من أعلام الكذبة مهندسي
بناء التشيع.

ويوم كانت أسبانيا تحت سلطان العروبة والإسلام كان الإمام أبومحمد بن حزم يتناظر مع قسها في نصوص كتبهم،

ويقيم لهم الحجج على تحريفها بل ضياع أصولها، فكان أولئك القسس يحتجون عليه بأن الشيعة قرروا:

أن القرآن أيضاً محرف؛

فأجابهم ابن حزم بأن دعوى الشيعة ليست حجة على القرآن،

ولا على المسلمين لأن الشيعة غير مسلمين.(1)

!!!!!!!!!!!!

الحاشيــة
1
- انظر كتاب: الفصل في الملل والنحل لابن حزم ج2ص87،ج4ص182.الطبعة الأولى بالقاهرة.

رأيهم في الحكام

رأيهم في الحكام

والحقيقة الخطيرة التي نلفت إليها أنظار حكوماتنا الإسلامية

أن أصل مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية التي تسمى أيضا (الجعفرية)

قائم على اعتبار جميع الحكومات الإسلامية من يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الساعة

-عدا سنوات حكم علي بن أبي طالب رضي الله عنه-

حكومات غير شرعية،

!!!!!!!!!!!

ولا يجوز لشيعي أن يدين لهؤلاء بالولاء والإخلاص من صميم قلبه،

بل يداجيها مداجاة ويتقيها تقاة،

لأنها كلها ما مضى منها وما قائم الآن وما سيقوم منها فيما بعد،

حكومات مغتصبة
والحكام الشرعيون في دين الشيعة وصميم عقيدتهم هم الأئمة الإثني عشر وحدهم،

سواء تيسر لهم مباشرة الحكم أو لم يباشروه،

وكل من عداهم ممن تولوا مصالح المسلمين من أبي بكر وعمر إلى من بعدهم حتى الآن

مهما خدموا الإسلام ومهما كابدوا في نشر دعوته وإعلاء كلمة الله في الأرض وتوسيع رقعة العالم الإسلامي،

فإنهم مفتئتون مغتصبون إلى يوم القيامة.

الحقد على أبي بكر وعمر

الحقد على أبي بكر وعمر

ولذلك يلعن الشيعة أبابكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وكل من تولى الحكم في الإسلام غير علي رضي
الله عنه. وقد كذبوا على الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بأنه أقر شيعته على تسمية أبي
بكر وعمر "الجبت" و"الطاغوت". فقد جاء في أكبر وأكمل كتبهم في الجرح والتعديل، وهو كتاب(1) (تنقيح
المقال في أحوال الرجال) لشيخ الطائفة الجعفرية العلامة الثاني آية الله المامقاني ما نقله عن الشيخ الجليل
المحقق محمد بن إدريس الحلبي في آخر كتاب (السرائر) عن كتاب (مسائل الرجال ومكاتباتهم إلى مولانا أبي
الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى عليه السلام) في جملة مسائل محمد بن علي بن عيسى قال: "كتبت
إليه أسأله عن الناصب (أي الذي ينصب العداوة لآل البيت) هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت
والطاغوت (أي تقديمه الشيخين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه أبي بكر وعمر) واعتقاده
إمامتهما؟ فرجح الجواب: من كان على هذا فهو ناصب. أي يكفي لأن يعد أي إنسان عدواً لآل البيت إذا قدم
أبابكر الصديق وعمر الفاروق واعتقد إمامتهما.! وتعبير الجبت والطاغوت يستعمله الشيعة في دعائهم الذي
يسمونه (دعاء صنمي قريش) ويعنون بهما، وبالجبت والطاغوت: (أبابكر وعمر). وهذا الدعاء في كتابهم
(مفتاح الجنان) ص114 وهو بمنزلة "دلائل الخيرات" في بلاد العالم الإسلامي، ونص دعائهم: "اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما..الخ" ويريدون بابنتيهما أم
المؤمنين "عائشة" وأم المؤمنين "حفصة" رضي الله عن الجميع.

الحاشيــة
1
- الجزء الأول ص 207، المطبوع في المطبعة المرتضوية بالنجف سنة 1352هـ.