الثلاثاء، 30 أكتوبر 2007

تفكيرهم لم يتغير

تفكيرهم لم يتغير

إن أعلام الشيعة وأحبارهم في جميع العصور واقفون هذا الموقف المخزي من صاحبي رسول الله ووزيريه
أبي بكر وعمر ومن سائر أعلام الإسلام وخلفائه وحكامه وقادته ومجاهديه وحفظته. وقد سمعنا داعيتهم
الذي كان قائما على دار التقريب، وينفق عليها يزعم لمن لم يتسع وقته لدراسة هذه الأمور أن هذه العقائد
كانت في الأزمان السالفة وأن الحالة تغيرت الآن. وهذا الزعم كذب وغش فالكتب التي تدرَّس في جميع
معاهدهم العلمية تدرِّس هذا كله وتعتبره من ضروريات المذهب وعناصره الأولى، والكتب التي ينشرها علماء
النجف وإيران وجبل عامل، في زماننا هذا شر من مؤلفاتهم القديمة وأكثرها هدماً لأمنية التقريب والتفاهم.
ونضرب المثل لذلك برجل منهم ما فتيء يعلن في صباح كل يوم ومسائه أنه داعية للوحدة والتقريب وهو
الشيخ محمد ابن محمد مهدي الخالصي، الذي له أصدقاء كثيرون في مصر، وغيرها ممن يدعون إلى
التقريب، ويعملون له بين أهل السنة، فإن هذا الداعية إلى التقريب والتفاهم نفى عن أبي بكر وعمر حتى
نعمة الإيمان وقال في كتابه (إحياء الشريعة في مذهب الشيعة) الجزء الأول صفحة 63-64:"وإن قالوا إن
أبابكر وعمر من أهل بيعة الرضوان الذين نص على الرضا عنهم في القرآن (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ
يبايعونك تحت الشجرة) أو عن الذين بايعوك لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع ولكن لما قال
(لقد رضي الله عن "المؤمنين" إذ يبايعونك فلا دلالة فيه على الرضا إلا عمن محض الإيمان).؟!. ومعنى ذلك
أن أبا بكر وعمر لم يمحضا الإيمان فلا يشملهما رضا الله!..وقد تقدم قبل هذا ما قاله النجفي مؤلف كتاب
"الزهراء" عن عمر بن الخطاب وأنه مبتلى بمرض لا يشفيه منه إلا ماء الرجال!!، فهذان عالمان شيعيان
معاصران لنا ومن أصحاب الدعوى الطويلة العريضة في الغيرة على الإسلام والمسلمين والحرص على ما
فيه صلاحهما ومصلحتهما، فإذا كان هذا ما يقررانه في مؤلفاتهما العصرية المطبوعة والمنشورة عن
عقيدتهما في أبي بكر وعمر وهما خير المسلمين بعد رسول الله أو على الأقل من خير المسلمين في تاريخ
الإسلام. فأي أمل يرجوه أمثالنا في التفاهم والتجاوب للتقريب بين المذاهب؟!

وهل هؤلاء كلهم إلا طابور خامس في قلعة المسلمين؟!.

وحينما ينزلون بأصحاب رسول الله والتابعين لهم بإحسان وجميع حكام المسلمين بعدهم إلى هذه الدركة
المخزية مع أن هؤلاء هم الذين أقاموا صرح الإسلام وأوجدوا هذا العالم الإسلامي؛ فإنهم يزعمون لأئمتهم ما
يتبرأ منه أولئك الأئمة، وقد سجل الكليني في كتاب (الكافي) نعوتاً وأوصافاً للأئمة الاثني عشر ترفعهم من
منزلة البشر إلى منازل معبودات اليونان، في العصور الوثنية، ولو شئنا أن ننقل ذلك عن (الكافي) وكتبهم الأخرى المعتبرة عندهم في الدرجة الأولى لملأ ذلك مجلداً ضخماً، لذلك نكتفي بنقل عناوين الأبواب فقط
بنصها وبالحرف عن كتاب (الكافي)، منها: "باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة
والأنبياء والرسل"، و"باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم". و "باب أن
الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنهم لا يخفى عليهم شيء". و"باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب
يعرفونها على اختلاف ألسنتها" و"باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة،وأنهم يعلمون علمه كله". و"باب
ما عند الأئمة من آيات الأنبياء". و"باب أن الأئمة إذا ظهر أمرهم حكم بحكم داؤود!؟!؟ وآل داؤود؟!؟! ولا
يسألون البينة". و"باب أنه ليس شيء من الحق في أيدي الناس إلا ما خرج من عند الأئمة وأن كل شيء لم
يخرج من عندهم فهو باطل"، و"باب أن الأرض كلها للإمام"(1).

الحاشيــة
1-انظر الكافي ص225-407.

ليست هناك تعليقات: